الإعجاز في قوله تعالى:(...من بين فرث ودم...)

...مـن بـيـن فـرث ودم...

قال الله تعالىوإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا" خالصا" سائغا" للشاربين)
سورة النحل الآية : 66

ماكان أحد يعلم قبل اكتشاف أجهزة التشريح في القرنين الماضيين أسرار مايجري في الجهاز الهضمي عند الحيوان والإنسان ووظائف ذلك الجهاز المعقد وعلاقته بالدورة الدموية ومراحل تكون اللبن في بطون الأنعام.
أشار القرآن الكريم بأجمل عبارة وأوجز لفظ قبل ألف وأربعمائة عام على لسان نبي أمي إلى أسرار تكوين اللبن في بطون الأنعام ليظهر عظمة إنعام الخالق المنعم على عباده فلما تكاملت البحوث العلمية عبر قرون عرف الإنسان أن مكونات اللبن تستخلص بعد هضم الطعام من بين الفرث (بقايا الطعام في الكرش) وتجري مع مجرى الدم لتصل إلى الغدد اللبنية في ضروع الإناث التي تتولى استخلاص مكونات اللبن من بين الدم دون أن يبقى أي آثار في اللبن من الفرث أو الدم وتضاف إليه في حويصلات اللبن مادة سكر اللبن التي تجعله سائغا للشاربين

فمن علم محمدا"_صلى الله عليه وسلم_من بين سائر البشر في ذلك الزمن أسرار الجهاز الهضمي ودقائق مايجري في غدد اللبن إلا الذي يعلم السر في السماوات والأرض القائل سبحانه (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا" رحيما")
سورة الفرقان الآية: 6